الفرق بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي
ثورة الاتصالات القادمة من أعماق البحار
الإنترنت المغمور هو أحد أبرز الاتجاهات المستقبلية في عالم الاتصالات الحديثة، حيث يسعى العلماء والمهندسون إلى نقل تجربة الإنترنت التقليدي إلى البيئات البحرية. يعتمد هذا النوع من الشبكات على تقنيات متقدمة تمكّن الأجهزة من التواصل عبر الماء باستخدام الموجات الصوتية أو الضوئية أو حتى الكهرومغناطيسية المعدلة لتناسب خصائص البيئة البحرية.
تزداد الحاجة إلى الإنترنت المغمور في ظل الاعتماد المتزايد على البيانات تحت الماء. فهناك عدد هائل من الأنشطة التي تتطلب الاتصال الفوري مثل المراقبة البيئية، الاكتشافات العلمية، صيانة الكابلات البحرية، والتطبيقات العسكرية. كما أن الروبوتات الغاطسة والغواصات الذكية بحاجة إلى شبكة تتيح تبادل المعلومات في الوقت الحقيقي.
بما أن الماء يمتص الإشارات الراديوية بسرعة كبيرة، فإن الإنترنت المغمور يعتمد على الموجات الصوتية أو الضوئية. تُستخدم الموجات الصوتية للاتصال على مسافات طويلة ولكن بسرعة نقل بيانات منخفضة، بينما تتيح الموجات الضوئية سرعات أعلى على مسافات قصيرة. وفي بعض الحالات تُستخدم موجات الراديو ذات التردد المنخفض لمسافات محدودة.
تواجه شبكات الإنترنت المغمور العديد من العقبات التقنية، أبرزها:
قادت جامعات مثل MIT وUniversität Bremen ومراكز مثل NOAA الأمريكية مشاريع ضخمة لإنشاء شبكات اتصال مغمورة قابلة للتوسع. كما بدأت شركات التكنولوجيا الكبرى بتمويل أبحاث تهدف إلى دمج الإنترنت المغمور مع شبكات إنترنت الأشياء (IoT) المستقبلية لتشكيل نظام اتصالات شامل يربط البر والبحر.
من المتوقع أن يصبح الإنترنت المغمور خلال العقد القادم ركيزة أساسية في البنية التحتية الرقمية العالمية، إذ سيتيح إدارة الموارد البحرية بكفاءة أكبر وربط الأنظمة البيئية الصناعية والعلمية في شبكة واحدة. ومع تطور الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، ستتحسن قدرة المعالجة والتنبؤ في هذه الشبكات، مما سيقربنا من مفهوم "إنترنت الكوكب الأزرق".
تعليقات
إرسال تعليق